يتيمة

من موقع زجل
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

قصيدة للشاعر خليل روكز

يتيمة

ربيت يتيمة بكوخ متواضع حقير

وغير الله ما لها عون ونصير

تغزل وتلبس من شغل ديها تياب

وأحيان تعتاز العصايي من الضّرير

كل شي مضى عليها شقا همّ وعذاب

قانعه ومستسلمي لحكم المصير

بعمر البدر متل النّدي بقلب العشاب

بيشهقلها الزّنبق على حفافي الغدير

وليلة شتي وعالكون غضبان السّحاب

والأرض صارت تحت أمر الزّمهرير

وكوخ اليتيمة من الشّتي والرّعد عاب

والميّ طافت عالفراش وعالحصير

جنّ الهوا وبالكوخ ما خلّا بواب

والحيط فسّخ والسّقف بلّش يطير

والبنت تبكي والهوا يزقّ الخشاب

وتقول يا ربّي لا تقطع بالفقير

ترجف يتيمة وما بقا إلها ركاب

تقيمها:صارت تنادي وتستجير

هربت من الكوخ لحقوها الدّياب

وعالدّرب صارت بالغصب عنها تسير

قطعت أملها وقلبها من الخوف داب

وصار الخلاص بعينها حبلو قصير

وصارت تصلّي بقلبها تا الرّبّ جاب

للدّيب رحمه وهوّن الأمر العسير

خلصت بأعجوبه من صحاب النّياب

ودخلت عا جنّة صاحب البيت الكبير

للخيانه البنت ما عملت حساب

والجار عند الجار بيأمّن كتير

علقت متل عصفور بمخالب عقاب

ومن توب عفّتها انسحب خيط الحرير

وهون انطفا نور الحيا والوعي غاب

واستفرس المارد على الطّفل الزّغير

تصرخ يتيمة ومين بيردّ الجواب

ليلة جهاله وغافيه عيون الضّمير

وين المربّي البعد منّو الطّهر ساب

ووين إيد الكانت تهزّ السّرير

شَعر الأمانه بإبن ١٤ شاب

وشهد الشّهامه صار حنظل بالقفير

وانتحرت العفّه بْكفر طيش الشّباب

وطهر الفتوّه صار للّذّه أسير

وينك يا الله ليش ما بتعمل حساب

إنت الوعدت الكون باليوم الأخير

حلّها تطلع الشمس من الغياب

وحلّك بقا من الأرض تسحب هالسّفير

هالكون لازملو خراب وإنقلاب

شو بعد ناطر لازم تدقّ النّفير

بلا مواخذي لملم بقايا هالكتاب

ولو سألتني شو صار: ببقى بجاوبك

أكتر من اللي صار شو بدّو يصير